إنه لما كان أعظم حق لله علينا توحيده تعالى، وخير ثواب مُدَّخرًا لمن ذكره كثيراً، فلم يسبق الذاكرين أحدٌ من الخلق، ولما كان أفضل قربه إليه سبحانه حسن اتباع نبيه صلوات الله وسلامه عليه، فقد أحببت إهداء أمته -صلى الله عليه وسلم- قبسات من أنوار الأذكار النبوية الشريفة، ولم أتوخ في ذلك استقصاءها -فهي تكاد لاتُحصى- بل قصدتُ انتقاء من كثيرها واختيار من صحيحها، كي تكون زادًا للمقل، ورأفة بمن قد يمل، ثم لا يسعه الإتيان بالكل، راجيًا في ذلك حُسن الأسوة برأفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورحمته بالمؤمنين. وقد سميته -بعون الله تعالى- “منتقى الأذكار”.