لما كنت قد صنفت كتابًا مختصًا بالرقى، بمسمى (ارق نفسك وأهلك بنفسك)، وضمنته عموم ما يرقى به مما يرجى نفعه، مما خلا من نوع شرك أو مخالفة لمأثور، عاملًا في ذلك بعموم دلالة قوله النبي – صلى الله عليه وسلم-: “اعْرِضُوا عَلَىَّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ”، ثم لما اطلع على كتابي المذكور إخوة فضلاء، سألني بعضهم أن أفرد مصنفًا بسيطًا يسيرًا أقتصر فيه على ذكر خصوص الرقى من الكتاب والسنة التي ثبت الدليل على مشروعية الرقى بها، فأجبتهم إلى مطلبهم – مكرمين- وقد بدا لي أن أتبع هذه الرقى بعدها ببيان جملة مما صح من الهدي النبوي في أصول التداوي، وصنوف الهدي النبوي في أصول التداوي، وصنوف العلاج النبوي بمفردات الأدوية الطبيعية، ليتكامل بذلك عقد هذا الكتاب، بإضافة العلاج الحسي إلى ذلك المعنوي.